مقدمة

           إن القائمين على التعليم في أرجاء المعمورة يعملون بجد في محاولة تطوير أساليب التعليم وإيجاد الحلول والبدائل أمام المعلمين والطلاب على حد سواء، ليس فقط من أجل الحصول على المعرفة، ولكن لتطوير المهارات اللازمة للاندماج في المجتمع، وترسيخ مفهوم التعلم مدى الحياة. ويتطلب ذلك الاهتمام بتنمية قدرة المتعلم ( الطالب ) على توظيف المستحدثات التكنولوجية في التواصل والتفاعل مع الآخرين والوصول إلى مصادر المعرفة وتوظيفها في بناء المعرفة، وهو ما يتماشى مع متطلبات عصر المعلومات.

          يعتبر بياجيه مؤسس النظرية البنائية والتي تركز على أهمية البعد الاجتماعي في إحداث التعلم، وأن تعلم الفرد يتم عندما يكون هناك تطبيقات واقعية و حقيقية ومباشرة لتحقيق المعاني لديه ( Anderson & Elloumi, 2004 ).

          لقد ثبت عبر مراحل الوجود الإنساني، أن التجربة هي أفضل مصدر للمعرفة، ويركز التعليم الحديث – ولا سيما التعليم المعتمد على التقنية – على الطالب بشكل أساسي، كونه محور العملية التعليمية، حيث تغير دور المعلم من ملقن إلى مشرف على العملية التعليمية وموجه للطلاب. فلم يعد المحتوى التعليمي من تأليف المختصين، ولم يعد الطالب هو المتلقي، بل أصبح الطالب هو محور العملية التعليمية بلا منازع، وغداً الطالب سيؤلف المحتوى التعليمي وينشره ويتشارك مع أقرانه ويسمع ردودهم ومقترحاتهم، كل ذلك بفضل تقنيات الجيل الثاني من الويب ( Web 2.0 ) والذي وفر أدوات متنوعة على شبكة الإنترنت.

          ولقد وفر التطور التقني الهائل الذي شهده قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصال، أدوات وتقنيات وخدمات جعلت الناس في أنحاء العالم وكأنهم يعيشون في حي واحد، وقد أصبحت الإنترنت جزءًا مهماً في هذا التطور، حيث يتم بواسطة الإنترنت نقل وتبادل المعلومات بطريقة سهلة وسريعة. وتتميز تلك التقنيات بسهولة التعامل معها أولاً، حيث لا يتطلب من مستخدميها أن يكونوا متخصصين في الحاسب أو أن يكونوا حتى دارسين لهذه التقنيات، حيث أنها مصممة بطريقة تسمح لأي فرد بالتعامل معها بغض النظر عن تخصصه الدراسي أو حتى مجال اهتمامه وهواياته. ولعل أهم تلك الأدوات والتقنيات ما يعرف بالشبكات الاجتماعية، والتي تتميز بإمكانية توصيل المعرفة في أي وقت وأي مكان، وتقديم العديد من خدمات البحث والتواصل الاجتماعي.

          كما تتميز الشبكات الاجتماعية بالتفاعلية والمرونة التي تجعل الطالب متلقي ومرسل ومتفاعل ومشارك ومنتج، ليس فقط مستقبل ( متلقي ) سلبي، كما تشجع التعليم التعاوني والتكاملي بين الطلاب، فالجميع يتشارك في التحرير والنشر والإضافة والتعليق.

أضف تعليق